رضيَ الفتى أن لا يُجابَ سؤالُهُ

رضيَ الفتى أن لا يُجابَ سؤالُهُ
فتبسّمت في وجههِ الأسرارُ
ما عادَ يحزنُ إن تهشّم مركبٌ
أو ماتَ طفلٌ أو أُقيمَ جِدارُ
لم يستطع فرعونُ كبحَ جماحه
لكنّما قدرت عليه النارُ

من يملكُ الأسبابَ إلا عاشقٌ
مِن حوله تتفرّق الأخطار؟
فعلى يديه الصخرُ يفتح أعينًا
وتغضُّ طرفًا عن خطاهُ بحارُ

في العشق تُتّخذُ العيون رهينةً
فكأنّ أرباب الهوى تُجّارُ
يتقاسمون الحزن فيما بينهم
كي لا تعيثَ بوصفه الأشعارُ..
هو والعصا
والمقتفون خطاهما
مهما تعرّجت الطرائق ساروا
تعِبان
يا مدن المسير توقفي
تعبان
ليت تضمّنا الأقطارُ
السير في هذي المدائنِ مرهقٌ
والضوءُ رثٌّ
والهواءُ غبارُ
وقُصاصة الحلم التي في جيبنا
طارت
وحرّف حلمنا الكفّارُ
ما ظلّ منه سوى جناح فراشةٍ
تعلو ويُنظرُ نحوها ويُشارُ

تعبا من التحليق …
ليس لعاشقٍ شيخٌ
ولا لجنونه أسوارُ
تعبا من التحليق…
تصبح طائرًا حرا
إذا عادت بك الأسفارُ
لا ينتهي بحثُ المحبِّ وإنما
شاءَ المريدُ؛ وشاءت الأقدارُ
ما العشق إلا أربعون صبابةً
تمضي؛ وتُفتح بعدها الأستارُ

أحزاننا في الظلّ تشبه نفسها
لكنّ أحزان الكبارِ قِصارُ
وقصارنا تلتفُّ حول رقابنا
حبلًا به تُستنزفُ الأعمارُ

By admin

الشاعرة آيات جرادي

ابقى على تواصل

يمكنك التواصل مع الشاعرة من خلال مواقع
التواصل الإجتماعي