حنانيك يا ابن الدهرِ
لا يبردُ الدمُ
ولا ترجعُ الذكرى ولا تتقدّمُ
كأنك في التاريخ جرحٌ موثّقٌ
يُقال له بين الشهور: محرّمُ
هنا يرحل الماضون نحو سمائهم
ويبقى لأهل الأرضِ أن يتألّموا
هنا يتبعُ العشّاق أسبابَ موتهم
كما كان يسقي النخلَ بالحبِّ ميثمُ
هنا تصبح الأرواح كالطير حرّةً
وليس على الأجساد إلّا التأقلمُ
لكلّ مُحبٍّ نخلةٌ خلف ظهره
تشاركه الأوجاع إذ يتألّمُ
فيُصلبُ في سوق الكناسةِ هانئٌ
ويُقذف من أعلى الإمارة مسلمُ
وتُزجى مكاتيبُ الرجاء كأنّ ما
يُرجّى من الأموال والحكم أعظمُ
هنا يحملُ العبّاس قربة عشقه
بعينيه إن لم تحمل الكفُّ والفمُ
هنا رأسُ خير الخلق فوق جراحهِ
يحلّقُ، حتّى خلتهُ يتبسّمُ
هنا تستحلُّ الخيل صدر محمّدٍ
وتُكسرُ أضلاعٌ لهُ وتُهشّمُ
فكيف تسير الخيل من فوق جنّةٍ
ووجهتها في القاصدين جهنّمُ؟
..
سلامٌ على الظمآن في أرض كربلا
وفي كفّه نهرُ الفراتِ وزمزمُ
سلام مُحبٍّ لا يبارحُ حبّهُ
سوى إن دعاهُ الشوقُ أو قام مأتمُ