إلى الآنَ لم يرجع إلى البيت مطلقا!
لقد كان ينجو دائما…
كيف أخفقا؟
حقيبتُه ضاقت عليه لأنّهُ
سيحمل رشّاشًا
ويحفرُ خندقا…
وقامته بالأمس كانت تعينه
على الرّكض، لكن أصبح الأمرُ مرهِقا!
سيكفيه أن يجتاز عتْبة صفِّه
وما عاد محتاجًا لأن يتفوّقا…
سيحتاجُ هذا العامَ ألفَ رصاصةٍ
تُبرّرُهُ للكون حتى يصدّقا…
وأمًّا من الإسمنت كي لا تحبَّهُ
كثيرًا ولا تخشى عليه وتقلقا…!
ولكنّه يدري بأنّ رحيله
سيُقرأ في إحدى المحطّاتِ مُلحَقا
وسيّدةٌ في الدار تنتظر اسمهُ
ستسمعُ للمذياع لو كان مُغلقا!…
أعيدوه، لو رسمًا، خيالًا، وإصبعًا
ولو كان جسمًا في القماش ممزّقا…
أعيدوه كي لا يخنق الشوق قلبها
إذا ظلّ خيطًا في الفضاءِ مُعلّقا…
أعيدوه كي تنسى فصول انتظارها
وحلمًا أباه الموت أن يتحققا…
ولا تأسفوا يومًا عليه فإنّه
سيشكركم إن لم تطيلوا التملُّقا…
فشكرا لكم لمّا قرأتم جراحَهُ
على العالم الغربيّ حتى يصفّقا
وأرسلتم الأكفان من أجل موته
وذيّلتم الإهداء:
“موتًا موفَّقا…!”